رجل من بعيد
لم يغب عن مخيلتي ذاك الرجل الذي أخذ حيزاً من سنواتي التسع الأولى حيث أكل الدهر عليه وشرب أما عيني ، أسمر البشرة جاحظ العينين ذو أنف معقوف طويل القامة نحيل الجسم ومحدودب الظهر ، قد وضع بصمته في الحي بمنتهى البراعة ، فقد كان يملك عالماً سحرياً خيالياً واسعاً في متجره الصغير، فما تشتهيه الانفس الصغيرة والكبيرة الجائعة من إلعاب كثيرة وهدايا واحتياجات أخرى بالتأكيد سنجدها هنا لكن بعد عناءً طويل وبرهة من التوسلات الصغيرة لكونه رجلٌ حاد الطباع وذو نظرة قاسية باردة لا يحب مطلقاً التعامل مع الأطفال المتقلبين بالقرارات اللحظية أمثالناً ففي لحظة غير مسبوقة بالإنذار نجد أنفسنا مطروحين أرضا خارج ذلك العالم الملون بكل ألوان البهجة الي اختفت فجأة بمجرد ان طردنا منه الى وقت غير معلوم.
إرسال تعليق