التقط تلك الحقيبة السوداء القديمة المهترئة يجمع بها حاجياتٍ قديمةٍ عفا عنها الزمن تعود لإيامٍ سجل فيها أروع بطولاته لا يبالي بشيء سوى الالتحاق بركبِ كوكبة الشهداء المضيئة ليلبي معهم نداء الواجب ، نداء الحق ، نداء المظلوم ، بنظرةٍ أخيرةٍ حزينة مودعاً بها الجدران المنفطرة لذلك المنزل القديم الذي يعود الى جيل قبله ثم أتجه بخطواته المتكاسلة الثقيلة إلى شريكته صاحبة الوجه الحزين حيث أخذ الدمع من وجهها طريقه تارةً تمسحه لتؤيد رغبة زوجها الجامحة وتارةً تطلق له العنان ، قبّل رأسها المشيب شمّ عطرها العبق أحست حينها بأنها القبلة الأخيرة، قبلة الوداع ، يا ألهي انه يرحل حقاً، وبلا عودةٍ هذه المرة ، ودعتهُ بصوتها المبحوح ، تمتمت بشفاهها الذابلة بضع آيات ، رشت خلفه بضع رشات من الماء المشابه للألماس حين تعكس شمس الظهيرة عليه.
إرسال تعليق