مات مظلوماً
انسحبت الشمس الى مثواها الأخير بهدوء و اكتست السماء برداءٍ أصفر مموج بالأحمر انتهت الملحمة تاركتاً خلفها رماد خيامٍ طبع الفزع بمهارة على ملامح ملائكية شديدة القداسة يعلو محياها البراءة، وجوه صغيرة و كبيرة فرت إلى كل ناحية تلوذ بنفسها لعلها تُوفق بملاذ آمن بعد أن فقدت ملاذها فهي لم تعهد بهذه المشاهد الوحشية من قبل....
جثثً مزروعةً بالنبال في أجزاء متفرقة،
في العين، القلب و الرقبة و أجزاء أخرى مضرجة بدماءٍ أخفت معالمها، ممددة في كل حدبٍ
و صوب بعضها كانت برؤوس و بعضها بلا رؤوس و كفوف والبعض الآخر مقطع إلى قطع و قطع كأضاحي
مجزرة في سبيل الله، يبدو أن رؤيا أبراهيم كانت في الأصل على حفيده بدل أبنه الوحيد،
جسدً في فؤادهِ سهماً ثلاثياً غادراً أخترق
بني جنسه بسرعة البرق، ذلك اللقيط حرمله لم يكتفِ برقبة رضيع الحسين وعين أبا الفضل
حتى طمع بخافق السبط ليمهد الطريق لأطلاقِ كلبٍ أبقعٍ شرس عيناه الطماعتان لا تفارق
تلك الابريق الفضية ينتظر دوره بفارغ الصبر لينقض عليها..... ألف آه و آه على عنقِ
سيد شباب أهل الجنة، يتنافس عليه القاصي والداني، الغني والفقير، الكبير والصغير انهم
حقاً فرقة خاسرة باعوا أنفسهم بثمن بخسٍ، بدراهم معدودات.......
جندوا أوباشهم الأعوجية لجرش ترائبه الطاهرة،
جرشوا القرآن ذهاباً و أياباً مراراً وتكراراً.... علت أصوات ضحكاتٍ فاسقة تنبعث منها
ريح الخمر و النتانة فوق أصوات الريتال الهادئة الممزوجة بالمسك والعنبر
كانت يديه بلا خنصر على ما يبدو أن أحد
الكلاب السائبة طمع بخاتمه..... ، ماذا حصل هل أبى الخاتم أن يغادر موطنه أم الموطن
أبى أن يفرط بالخاتم حتى سُلبَا معاً؟
ثم أين هو من موطنهِ الآن..... هل بيعَ
في سوقِ النخاسة السوداء أم ارتداه بعض الاراذل كارتداء الثياب ضناً منه أنها تكسيه
بالعز والجاه بين الأراذل من قومه وترك سيدها مطروحً بخرقة قديمة بالية .....
تسلل الليل رويداً رويداً يبدو أنه خجل
جداً من السبط حتى يحاول مد يد العون لجبلٍ شامخٍ صلبٍ في حجب خدر الطاهرات عن أعين
الحيوانات الهجينة المشترة....
إرسال تعليق