حرب شطرنجية

 كل شيء عنيف ، كل شيء مرعب ، كل شيء مريع ، مشاهد سوداء و بيضاء تشوش الذاكرة تأخذ منها حيز يكاد يحجزها كاملتاً، مبدأ المساواة و العدالة الاجتماعية غادر المدينة إلى أجل غير مسمى على ما يبدو أنه لم يجد مكانه بين المقاعد الموزعة على أقرانه.

تغيرت أماكن قطع الشطرنج باحترافية تامة، فالحرب تجيد هذه اللعبة بحذاقة إلى أن جعلت البيادق تزعم  أنها ملوك.

جدران زهرية تحاول أسعاد سكان الغرفة بكل قوتها الروحية تناظرها ستائر ذهبية سرقت من الشجر أشكاله المنوعة تنسدل فوق نوافذ بيضاء كقلبها تطل على السماء لتريها بريق الأمل البعيد ، تتمعن في أثاث الغرفة الذي يستعرض نفسه بتكبر عليها .....كل ما في المكان يعود للطبقة النبيلة التي استحوذت على كل شيء بعد صراع دام طويلاً بين أصحاب البشرة السوداء والبيضاء , فقد كانت هنالك عنصرية فيما بينهم فينسبون بين بعضهم أسوء الأمور مرة للسود و مرة للبيض وهكذا وكأن هناك أدوار فيما بينهم وضعوها هم أيضاً فيما بينهم الى ان قامت الثورة الكبرى التي نظمها السير (جون وليامز) وهو قائد الثورة العنصرية في كندا في عام 1735 الذي أقامها على العرق الأبيض بمساعدة العرق الأسود من جميع أنحاء البلاد وجعل بعض البيض من الطبقة المتوسطة والاغلبية من الطبقة الفقيرة أما الطبقة النبيلة فأقتصرها عليهم قادة الثورة وبقية السود انتقاما منه لما عانوه من ذل وسوء المعاملة في ظل حياتهم اليومية سويتاً, فقد عمل مع زوجته السيدة (مادلين وليامز) فيما بعد الى إقامة ندوات واجتماعات مكثفة حول أبقاء سيطرتهم على الوضع من جميع النواحي المادية والمعنوية.

كانت السيدة (وليامز) حادة الطباع متعجرفة تصب جام غضبها في كل يوم على (مارسا) التي كانت من آنسات المجتمع الراقي فيما قبل وليس هذا فقط بل كانت (وليامز) سيدة الخدم عند والدة (مارسا) التي قتلت دفاعاً عن أبنتها في أثناء الثورة, حيث كانت تثأر لنفسها من (مارسا) على سوء المعاملة.

ملكةُ الشطرنج أمست حاشية للبيدق المتنمر المتسلط الذي لم يفرط في فرصة قط للأخذ بثأر بني جنسه.

قطعت السيدة (مادلين) حبل ذكريات (مارسا) :

سأعود بعد العاشرة والنصف اعتني ب(توم) جيداً وأكملي عملك ثم أخلدي للنوم باكراً فغداً أريد اصطحابك معي إلى البلدة، فهمتي أليس كذلك؟

_أمرك سيدتي.

_حسناً هذا جيد, فأنا لا أحب أعادة الكلام مرة أخرى.