سومر
حضارة المجد ما قبل الميلاد
هي أولى حضارات بلاد وادي الرافدين حيث يسمى عصرها بـ(عصر فجر السلالات) وكذلك عصر(ما قبل سرجون) وأيضاً عصر(اللبن المستوي- المحدب) لشيوع استعمال هذا اللبن في ابنية هذا العصر, والى ذلك أعتاد الباحثين الألمان أن يطلقوا عليه اسم عصر(لجش) نسبة الى مدينة لجش السومرية الشهيرة, تميزت هذه الحضارة من العصر الجديد بالعمران البشري المميز وتطور الأنسان الحضاري حيث بدأ بتدوين قصصه وانجازاته ويومياته على الواح من الطين لازالت محفوظة في متاحف عدة في العالم مثل متاحف فيلادلفيا وغيرها, وسنتناول في هذه المقالة أهم ما يميز هذه الحضارة من جميع النواحي.
أولا: النواحي العلمية:
لبلاد سومر الفضل الكبير على العالم اجمع لكونها هي من أول الحضارات التي اخترعت الكتابة ووسائل التوصل بين بعضها البعض عن طريق تدوين يومياتهم وقوانينهم ورسائلهم وانجازات ملوكهم على الواح من الطين كانت تصنع بطريقة خاصة ومرتبة ودقيقة ومحفوظة بأماكنها الخاصة ولازالت الى يومنا هذا محفوظة بالمتاحف العالمية إضافة الى انشائهم المدارس التي كانت تضم اعداد كبيرة من صنوف الطلاب مبتدئاً ب(الكتبة) وهم الصغار المبتدئون و(المتقدمون), إضافة الى الكتاب الملكيون المختصون بكتابة رسائل ويوميات وانجازات الملوك ثم يأتي من بعدهم كتاب المعابد ونستنتج من جميع ما سبق ان الشعب السومري لم يكن شعب متخلف بل كان شعب مثقف له العديد من الإنجازات وعلى جميع الأصعدة.
ثانياً: النواحي العمرانية:
تميزت الحضارة السومرية ببناءاتها البديعة حيث تفننوا ببناء الزقورات المقسمة على عدة اقسام أهمها غرفة الاله المخصصة لراحته حين ينتهي من اعماله وإدارة شؤون الناس حسب فهمهم اما الأقسام الأخرى والتي تمثل بدورها مكاناً للعبادة, كذلك اسلفنا فيما سبق بنائهم للمدارس لغرض التعليم والتثقيف وكذلك أيضا اهتموا بالقصور الملكية حيث تمثل واجهة الدولة حيث نقشوا عليها الكتابات التي توحي بعظمة ملوكهم وحتى الهتهم إضافة الى المجسمات التي ترمز الى قوة الدولة كالثور المجنح وغيرها.
ثالثاً: النواحي الدينية:
كان السومريون مهتمون بالجانب الديني كثيراً حيث بنو المعابد في مختلف المدن كمعابد الإله ((سين)) ومعبد الالهة (( ننتو)) والمعبد البيضوي في خفاجي ومعبد الإله ((آبو)) في تل أسمر ومع الإله (( شارا)) في تل اجرب أضافة الى المعابد الرئيسية لألهه الحب (( عشتار)) واله الحكمة ((انكي)) والالهة ((نانا)) واله الهواء ((انليل))التي بنيت على ما يبدو للكاتب انها تركزت في العاصمة أكثر من المدن الأخرى, الا انهم في جميع الأحوال مهتمون بالعبادة وأداء الطقوس اليومية والنذورات للتقرب من الالهة وتسهيل كافة امورهم على حد فهمهم وكان يترأس تلك المعابد الكهنة والذين هم على مراتب متعددة وأيضا هناك وضائف أخرى والتي اختص فيها خدام المعبد كالتنظيف والتعامل مع الناس من الطبقة المتوسطة والفقيرة من البلاد وغيرها كثير.
أشهر ملوك سومر:
1_ كوديا الذي حكم سلالة لكش.
2_ اورنمو الذي حكم سلالة اور.
3_جلجامش
والقائمة تطول بالملوك الذين كان البعض منهم قائداً ومحارباً عظيماً ومشرعاً للعديد من القوانين والأنظمة العادلة والتي دونت على الالواح ( راجع كتاب الواح سومر للباحث صمويل كريمر) وبعضهم كان ضعيفاً استولوا على مملكته ونزعوه من العرش لكن مع كل هذا تضل الحضارة السومرية هي النور الذي ابصره العالم اجمع حيث كان يعيش في ظلام كبير.
وفي الختام شكراً لقراءتك سطوري
تعليقات